وأما حديث عبادة فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو سلام ممطور الأسود الحبشي الأعرج الدمشقي واختلف عنه:

- فرواه مكحول عن أبي سلام واختلف عنه:

• فقال إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري: ثني عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، فلقي العدو، فلما هزمهم الله اتبعهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأَحْدَقَت طائفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستولت طائفة على العسكر والنهب، فلما كفى الله العدو، ورجع الذين طلبوهم، قالوا: لنا النفل، نحن طلبنا العدو، وبنا نفاهم الله وهزمهم، وقال الذين أَحْدَقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والله ما أنتم أحق به منا، هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن لا ينال العدو منه غِرَّة، قال الذين استولوا على العسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق منا، هو لنا، فأنزل الله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفَال: 1] الآية، فقسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُنَفِّلُهُم إذا خرجوا بادين الربع وينفلهم إذا قفلوا الثلث، وقال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وَبَرَةّ من جنب بعير، ثم قال "يا أيها الناس، إنّه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا الخُمُس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخيط والمِخْيط، وإياكم والغلول فإنّه عار على أهله يوم القيامة، وعليكم بالجهاد في سبيل الله فإنّه باب من أبواب الجنة، يذهب الله به الهم والغم" قال: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الأنفال ويقول "لِيَرُدَّ قوي المؤمنين على ضعيفهم"

أخرجه ابن حبان (4855) والسياق له والحاكم (2/ 135 - 136 و 3/ 49) والبيهقي (6/ 292)

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم لعبد الرحمن بن الحارث شيئا، وهو مختلف فيه.

ولم ينفرد إسماعيل بن جعفر به بل تابعه غير واحد عن عبد الرحمن بن الحارث به، منهم:

1 - عبد الرحمن بن أبي الزناد.

أخرجه ابن المنذر (11/ 146 - 147) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 228 و241) والهيثم بن كليب (1176)

2 - المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش المخزومي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015