المسور بن مخرمة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه فقال "إن الله عز وجل بعثني رحمة للناس كافة فأدوا عني يرحمكم الله ولا تختلفوا كما اختلف الحواريون على عيسى عليه السلام، فإنّه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه، فأما من قَرُب مكانه فإنّه أجاب وسلم، وأما من بَعُد مكانه فكرهه، فشكا عيسى بن مريم ذلك إلى الله عز وجل فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين وُجِّه إليهم، فقال لهم عيسى بن مريم: هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا فافعلوا"
فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نحن يا رسول الله نؤدي عنك فابعثنا حيث شئت، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى، وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي صاحب هجر، وبعث عمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعَبَّاد ابني جُلنْدَا ملكي عُمَان، وبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر، وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فرجعوا جميعاً قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير عمرو بن العاص فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو بالبحرين.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 8 - 9) وفي "الأحاديث الطوال" (23) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه إسماعيل بن عياش ثني محمد بن إسحاق به.
قال الهيثمي: وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف" المجمع 5/ 306
قلت: ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ ابن إسحاق مدني مدلس ولم يذكر سماعا من ابن شهاب الزهري.
- وقال يونس بن يزيد الأيلي: عن ابن شهاب الزهري قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد القاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام ذات يوم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال "أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك العجم فلا تختلفوا عليّ كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم وذكر الحديث وزاد فيه بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية.
أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 40 - 41) عن أسد بن موسى المصري ثنا عبد الله بن وهب أني يونس بن يزيد به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 387 - 388) من طريق أحمد بن صالح المصري ثنا ابن وهب به.