وهذا العلم مما أكثرَ اللُّغويُّون من التَّصنيفِ فيه، وممن كتبَ منهم فيه: أبو فيد مؤرِّجُ بن عمرو السَّدوسيُّ (ت: 195) (?)، والنَّضرُ بنُ شُميلٍ (ت: 203) (?)، وأبو عبيدةَ معمرُ بنُ المثنَّى البصريُّ (ت: 210)، والأخفشُ (ت: 215) (?)، وابن قُتيبةَ الدينوريُّ (ت: 276)، وغيرهم.
ويعد كتابُ مجازِ القرآنِ، لأبي عبيدةَ من أشهرِ كتبِ غريبِ القرآنِ، وأكثرِها أثرًا في من جاء بعده، كما يتميَّزُ بكثرةِ الشَّواهدِ الشِّعريَّةِ.
وقد لَقِيَ كتابُه استنكارًا من علماء عصرِه؛ إذ لم يكن هذا النَّوع من التَّأليفِ المتعلِّقِ بالقرآنِ معروفًا لديهم، وفي هذا ما يُشعِرُ بأوَّليَّتِه في التَّأليفِ في هذا البابِ، وإلاَّ لِمَ لَمْ يقع الاستنكارُ على من سبقه في هذا البابِ؟!
وفي جواب ذلك احتمالانِ:
الأول: أن يُقالَ: إنَّ من سبقَه لم يشتهرْ ويظهرْ تأليفُه إلاَّ متأخِّرًا.