قلت إني أن أقل ما ... فيكما بالحق تجزع

قال كلا قلت مهلاً ... قال قل لي قلت فاسمع

قال صفه قلت يعطي ... قال صفني قلت تمنع

وقوله في النسيب:

وفاتر بالنظر الرطب ... يضحك عن ذي أشر عذب

خاليته في مجلس لم يكن ... ثالثنا فيه سوى الرب

فقال لي والكف في كفه ... بعد التجني منه والعتب

تحبني قلت مجيبا له ... أوفر أو خير من الحب

قال فتصبو قلت يا سيدي ... وأي شيء فيك لا يصبي

قال اتق الله ودع ذا الهوى ... فقلت إن طاوعني قلبي

وقوله:

ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر ... ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر

وبح باسم من تهوى ودعني من الكنى ... فلا خير في اللذات من دونها ستر

وخمارة نبهتها بعد هجعة ... وقد غابت الجوزاء وانحدر النسر

فقالت من الطراق قلت عصابة ... خفاف الاداوى يبتغى لهم خمر

ولا بد أن يزنوا فقالت أو الفدا ... بأجور كالدينار في طرفه فتر

فقلنا لها هاتيه ما إن لمثلنا ... فدنياك بالأهلين عن مثله صبر

فجاءت به كالبدر ليلة تمه ... تخال به سحرا وليس به سحر

فبتنا يرانا الله شر عصابة=نجرر أذيال الفسوق ولا فخر وقوله يهجو جعفر بن يحيى البرمكي:

قالوا امتدحت فما أعطيت قلت لهم ... خرق النعال وأخلاق السراويل

قالوا فسم لنا هذا فقلت لهم ... أو وصفه يعدل التفسير في القيل

ذاك الأمير الذي طالت علاوته ... كأنه ناظر في السيف بالطول

قاتله الله في هذا التشبيه، فأن جعفر بن يحيى كان طويل الوجه جدا طويل العنق، طويل القامة.

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: كان الرشيد أيام حسن رأيه في جعفر بن يحيى، يحلف الله أفصح من قس بن ساعدة، وأشجع من عامر بن الطفيل، واكتب من عبد الحميد بن يحيى، وأسوس من عمر ابن الخطاب، وأنصح له من الحجاج لعبد الملك، وأسمح من عبد الله بن جعفر، وأعف من يوسف بن يعقوب، وأحسن من مصعب بن الزبير؛ وكان جعفر ليس بحسن الصورة، كان طويل الوجه جدا، فلما تغير رأيه فيه أنكر محاسنه الحقيقة التي لا يختلف اثنان أنها فيه، نحو كتابته وسماحته. انتهى.

ومن بديع هذا النوع قول أبي عبادة البحتري:

بت أسقيه صفوة الراح حتى ... وضع الرأس مائلا يتكفا

قلت عبد العزيز تفديك نفسي ... قال لبيك قلت لبيك ألفا

هاكها قال هاتها خذها ... قال لا أستطيعها ثم أغفى

وظريف قول ابن حجاج هنا:

قالت لقد أشمت بي حسدي ... إذ بحت بالسر لهم معلنا

قلت أنا؟ قالت نعم أنت هو ... قلت أنا قالت وإلا أنا

قلت نعم أنت التي صيرت ... أجفانك قلبي حليف الضنى

قالت فلم طرفك فهو الذي ... جنى على قلبك ما قد جنى

قلت فقد كان الذي كان من ... طرفي فكوني مثل من أحسنا

قالت فما الإحسان قلت اللقا ... قالت لقانا عز ما أمكنا

قلت فمنيني بتقبيلة ... قالت أمنيك بطول العنا

قلت فما بحت بسر الهوى ... قالت ولو بحت فما ضرنا

قلت فإني ميت هالك ... قالت فمت فهو لقلبي منى

قلت حرام قتل نفس بلا ... ذنب فقالت ذاك حل لناد

من يعشق العينين مكحولة ... بالسحر لا يأمن أن يفتنا

ومنه قول الصفي الحلي يمدح الملك الصالح

وقفت وأهل العصر تنشر فضله ... وتسألني عن فضله فأعيد

فقالوا له حكم فقلت وحكمة ... فقالوا له جد فقلت وجود

فقالوا له قدر فقلت وقدرة ... فقالوا له عزم فقلت شديد

فقالوا له عفو فقلت وعفة ... فقالوا له رأي فقلت سديد

فقالوا له أهل فقلت أهلة ... فقالوا له بيت فقلت قصيد

وقوله من أخرى يمدحه أيضاً:

وقائلة ما لي أراه كدمعه ... يظل ويمسي وهو من الأرض سائح

أطالب معنى قلت كلا ولا غنى ... ولست على كسب الذوات أكافح

ولكن لي في كل يوم إلى العلى ... حوائج لكن دونهن جوائح

فقالت ألا أن المعالي عزيزة ... فكيف وقد قلت لديك المنائح

فهل لك وفر قلت أي وهو ناقص ... فقالت وقدر قلت أي وهو راجح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015