صيرتموا خبري في الحب مبتدأً ... وكل معرفة لي في الهوى نكرة.

ومنه أخذ ابن الوردي حيث قال:

أنتم أحباي وقد ... فعلتم فعل العدى.

حتى تركتم خبري ... للعاشقين مبتدا.

وقال آخر: قالوا أحب مليحا ما تأمله=فكيف حل به للسقم تأثير.

فقلت قد يعمل المعنى لقوته ... في ظاهر الاسم رفعا وهو مستور.

وقال القاضي ابن الخطير:

وأهيف أحدث لي نحوه ... تعجبا يعرب عن ظرفه.

علامة التأنيث في لفظه ... وأحرف العلة في طرفه.

وقال آخر:

والله ما من خبر سرني ... إلا وذكراك له مبتدا.

وطالما باسمك في خلوتي ... ناديت واستخدمت حرف الندا.

وقال القاضي الفاضل:

لي عنده دين هل له ... من طالب وفؤادي المرهون.

فكأنني ألف ولام في الهوى ... وكأن موعد وصله التنوين.

وقال أبو الفتح البستي:

عزلت ولم أذنب ولم أك خائنا ... وهذا لإنصاف الوزير خلاف.

حذفت وغير ي مثبت في مكانه ... كأني نون الجمع حين يضاف.

وقال الصفي الحلي:

في روضة نصبت أغصانها فغدا ... ذيل الصبا بين مرفوع ومجرور.

والماء ما بين مصروف وممتنع ... والظل ما بين ممدود ومقصور.

والريح تجري رخاء فوق بحرتها ... ومطلق ماؤها في زي مأسور.

قد جمعت جمع تصحيح جوانبها ... والماء يجمع فيها جمع تكسير.

وقوله:

فلو استطعت رفعت حالي نحوكم ... لكن رفع الحال ليس يجوز.

وقول الفقيه أبي الحسين بن جبير الشاطبي الغرناطي:

تغير إخوان هذا الزمان ... وكل صديق عراه الخلل.

وكانوا قديما على صحة ... فقد داخلتهم حروف التعليل.

قضيت التعجب من أمرهم ... فصرت أطالع باب البدل.

وقول ابن العفيف:

يا ساكنا قلبي المعنى ... وليس فيه سواه ثاني.

لأي معنى كسرت قلبي ... وما التقى فيه ساكنان.

وقد أورد الصلاح الصفدي على هذين البيتين نقدا حسنا فقال: إن الساكنين إذا اجتمعا كسر أحدهما وهو الأول، وكلامه يؤدي إلى أن المكسور غيرهما. انتهى.

وتكلف بعضهم في الجواب عنه بأنه يمكن توجيه ذلك، بجعل في للسببية، أي لأي سبب كسرت قلبي، والحال انه ما التقى فيه ساكنان، بسبب سكونه وإخلاده إلى حضيض الاطمئنان وعدم تحركه واضطرابه خوفا من طروق نار الهجر، فيكون إذا أحد الساكنين، ويحسن توجيه السؤال عن كسره بلامين. انتهى.

ونظم بعضهم جوابا للبيتين فقال:

سكنته وهو ذو سكون ... لم يثنه عن هواي ثان.

فكان كسري له قياسا ... لما التقى فيه ساكنان.

وقال مجيبا عنهما أيضاً بعض فضلاء المغرب:

نحلتني طائعا فؤادا ... فصار إذا حزته مكاني.

لا غرور إذا كان لي مضافا ... إني على الكسر فيه باني.

ولأبي الحسن الباخرزي يهجو:

سئلت عن نائك الوزير أبي ... سعد وقد مزقت أسافله.

فقلت دعني فإنه رجل ... مفعول ما لم يسم فاعله.

ومن الاقتباس في علم الصرف قول الباخرزي:

أجدك لا ينفك قلب محبس ... عليك وإبصار إليك شواخص.

فطرفك معتل وجسمك سالم ... وصدغك مهموز وخصرك ناقص.

ومن الاقتباس في علم البيان قول الشيخ عبد علي بن رحمة:

قد قلت للبدر التمام منزلها ... عنه معذب مهجتي تنزيها

أشبهته لما استعرت جماله ... والاستعارة تقتضي التشبيها

وقوله أيضاً:

ولا تعجب لهجر من حبيب ... قريب الدار مرجو الوصال

فحكم الجملتين الفصل حتما ... وبينهما كمال الاتصال

ومن الاقتباس من علم البديع قوله ابن رحمة المذكور أيضاً:

وحوراء العيون إذا تجلت ... لجيش الهم آذن بالشتات

إذا التفت أفادتني نشاطاُ ... وذلك وجه حسن الالتفات

ومن الاقتباس من علم العروض قول أبي نصر الله المصري

وبقلبي من الجفاء مديد ... وبسيط ووافر وطويل

لم أكن عالما بذاك إلى أن ... قطع القلب بالفراق الخليل

وقول الشيخ شهاب الدين بن صارو:

وبي عروضي سريع الجفا ... وجدي به مثل جفاء طويل

قلت له قطعت أسى ... فقال لي التقطيع دأب الخليل

وقال سراج الدين الوراق:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015