هذا بعد منازعة للأطواق يسيره، يراها الغيد منم حسن السيرة. ثم شرع في حل التكة، ونزع الشكة، وتهيئة الأرض العزاز عمل السكة. ثم كان الوحى والاستعجال، وحمي الوطيس والمجال، وعلا الجزء الخفيف، وتضافرت الخصور الهيف، وتشاطر الطبع العفيف، وتوتر التقبيل وكان الأخذ الوبيل؛ وامتاز الأنوك من النبيل، ومنها جائر وعلى الله قصد السبيل. فيالها من نعم متداركة، ونفوس في سبيل القحة متهالكة، ونفس يقطع حروف الحلق، وسبحان الذي يزيد في الخلق. وعظمت الممانعة، وكثرت باليد المصانعة، وطال التراوغ والتزاور، وشكي التحاور، وهنالك تختلف الأحوال، وتعظم الأهوال، وتخس أو تربح الأموال. فمن عصا تنقلب ثعباناً مبيناً، ونونة تصير تنيناً، وبطل لم يهله المعرك الهائل، والوهم الزائل؛ ولا حال بينه وبين قرنه الحائل، فتعدى فتكة السليك إلى فتكة البراض، وتقلد مذهب الأزارقة من الخوارج في الاعتراض. ثم شق الصف، وقد خضب الكف، بعد أن كان يصيب البوسى بطعنته ويبوء بمقت الله ولعنته.

طعنت ابن عبد الله طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها.

وهناك هدأ القتال، وسكن الخبال، ووقع المتوقع فاستراح البال وتشوف إلى مذهب الثنوية، من لم يكن للتوحيد بمبال، وكثر السؤال عن البال بما بال، وجعل الجريح يقول- وقد نظر إلى دمه يسيل على قدمه:

إني له عن دمي المسفوك معتذر ... أقول حملته في سفكه تعبا.

ومن سنان عاد عنانا، وشجاع صار جبانا. كلما شبته شائبة ريبه، أدخل يده في جيبه، فانجحرت الحية؛ وماتت الغريزة الحية. وهناك يزيغ البصر، ويخذل المنتصر، ويسلم الأمر ويغلب الحصر، ويجف اللعاب، ويظهر ألعاب، ويخفق الفؤاد، ويكبو الجواد، ويسيل العرق؛ ويشتد الكرب الأرق؛ وينشأ في محل الأمن الفرق، ويدرك فرعون الغرق؛ ويقوى اللجاج ويعظم الخرق، فلا تزيد الحال الأشدة، ولا تعرف تلك الجانحة المؤمنة الأردة.

إذا لم يكن عون من لله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده.

فكم مغرى بطول اللبث، وهو من الخبث، يؤمل الكرة؛ ليزيل المعمرة؛ ويستنصر الخيال؛ ويعمل باليد الاحتيال.

إنك لا تشكو إلى مصمت ... فاصبر على الحمل الثقيل أو مت.

ومعتذر بمرض أصابه، جرعه أوصابه، ووجع طرقه؛ جلب أرقه وخطيب ارتج عليه أحيانا؛ فقال سيحدث الله بعد عسرا يسرا، وبعد عي بيانا. اللهم إننا نعوذ بك من فضائح الفروج إذا استغفلت أقفالها، ولم تتسم بالنجيع أغفالها، ومن معرات الأقدار، والنكول عن الإبكار، ومن النزول عن البطون والسرير، والجوانح الحسنة الغرر، قبل ثقب الدرر. ولا تجعلنا ممن يستحي من البكر بالغداة، وتلعم منه كلال الأداة، وهو مجال فضحت فيه رجال، وفراش شكيت فيه أوجال، وأعملت روية وارتجال.

فمن قائل:

أرفعه طورا على إصبعي ... ورأسه مضطرب أسفله.

كالحنش المقتول يلقى على ... عود لكي يطرح في مزبله.

وقائل:

أيحسدني إبليس دائن أصبحا ... برجلي وراسي دملا وزكاما.

فليتهما كانا به وزايده ... رخاوة أير لا يطيق قياما.

إذا نهضت للنيك أرباب معشر ... توسد إحدى خصيتيه فناما.

وقائل:

أقول لأيري وهو يرقب فتكة ... به خبت من أير وغالتك داهيه.

إذا لم يكن للأير بخت تعذرت ... عليه وجوه النيك من كل ناحية.

وقائل:

تعقف فوق الخصيتين كأنه ... رشاء إلى جنب الركية ملتف.

كفرخ ابن ذي يومين يرفع رأسه ... إلى أبويه ثم يدركه الضعف.

وقائل:

تكرش أيري بعد ما كان أملسا ... وكان غنيا من قواه فأفلسا.

وصار جوابي للمها إن مررن بي ... مضى الوصل الأمنية تبعث الأسى.

وقائل:

بنفسي من حييته فاستخف بي ... ولم يخطر الهجران يوما على بالي.

وقابلني بالبعد والنجه بعدما ... حطت به رحلي وجردت سربالي.

وما أرتجي من مؤثر فوق دكة ... عرضت له شيئا من الحشف البالي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015