قال عبد الله بن عمر: فنهض أبو عقيل يريد قومه، فقلت: ما تريد يا أبا عقيل؟ ما فيك قتال، قال: قد نوّه المنادي باسمي، قال ابن عمر: فقلت: إنما يقول يا للأنصار لا يعني الجرحى، قال أبو عقيل: أنا رجل من الأنصار وأنا أجيبه ولو حبوا.

قال ابن عمر: فتحزّم أبو عقيل وأخذ السيف بيده اليمنى مجرّدًا ثم جعل ينادي: يا للأنصار كرَّة كيوم حنين. فاجتمعوا - رحمهم الله جميعًا- يقدمون المسلمين دُرْبة من دون عدوهم, حتى أقحموا عدوهم الحديقة فاختلطوا واختلفت السيوف بيننا وبينهم.

قال ابن عمر: فنظرت إلى أبي عقيل وقد قُطعت يده المجروحة من المنكب فوقعت الأرض، وبه من الجراح أربعة عشر جُرحًا كلها قد خلصت إلى مقتل، وقتل عدو الله مسيلمة.

قال ابن عمر: فوقعت على أبي عقيل وهو صريع بآخر رمق، فقلت: أبا عقيل، فقال لبيك بلسان مُلْتَاث: لمن الدّبْرة؟ قال: قلت أبشر، ورفعت صوتي، قد قُتل عدو الله، فرفع إصبعه إلى السماء يحمد الله، ومات يرحمه الله (?).

. فماذا تقول بعد ذلك؟!

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015