والكافر يستحق الخلود في النار.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) .
والتوفى والموت بمعنى واحد فصار كأنه قال:
حتى يميتهن الموت؟
قلنا: معناه حتى يتوفاهن ملآئكة الموت، الثانى معناه حتى يأخذهن الموت ويستوفى أرواحهن.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ) .
ولم يقل إنما التوبة على العبد، مع أن التوبة واجبة على العبد؟
قلنا: معناه إنما قبول التوبة على الله بحذف المضاف، الثانى: أن معنى التوبة من الله رجوعه على العبد بالمغفرة والرحمة، لأن التوبة في اللغة الرجوع.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (بِجَهَالَةٍ) ولو عمله بغير جهالة ثم تاب قبلت توبته؟
قلنا: معناه بجهالة بقدر قبح المعصية وسوء عاقبتها، لا بكونها معصية وذنباً، وكل عاص جاهل بذلك حال مباشرة المعصية، معناه أنه مسلوب كمال العلم به بسبب غلبة الهوى وتزيين الشيطان.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) .
مع أنهم لو تابوا بعد الذنب من بعيد قبلت توبتهم؟
قلنا: معناه قبل معاينة سلطان الموت، كذا قاله ابن عباس رضى الله عنه