* * *
قلنا: قال أبو عبيدة: الأشقى هنا بمعنى الشقى، والمراد به كل كافر، والعرب تسعمل أفعل في موضع فاعل ولا تريد به التفضيل.
وقد سبق تقرير ذلك والشواهد عليه في سورة الروم في قول تعالى: (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) ، وقال الزجاج: هذه نار موصوفة معينة، فهو درك مخصوص ببعض الأشقياء، ورد عليه ذلك بقوله
تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) والأتقى يجنب عذاب أنواع نار جهنم كلها، والمراد بالأتقى هنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه
بإجماع المفسرين، ولهذا قال الزمخشري: إن الأشقى ليس بمعنى الشقى بل هو على ظاهره، والمراد به أبو جهل أو أمية بن خلف.
فالآية واردة للموازنة بين حالتى أعظم المؤمنين وأعظم المشركين، فبولغ في صفتيهما المتناقضتين، وجعل هذا مختصاً بالمصلى كأن النار لم تخلق إلا له لوفور نصيبه منها وجاء قوله تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) على موازنة ذلك ومقابلته، مع أن
كل تقى يجنبها، قال بعض العلماء: هذه الآية تدل على أن أبا بكر رضى الله عنه أفضل الصحابة لأنه وصفه بالأتقى، وقال تعالى: