قلنا: معناه تكونت، فهو من قوله تعالى: (كُنْ فَيَكُونُ) وكذا قوله تعالى: (كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) .
* * *
فإن قيل: كيف شبه الله تعالى الولدان (باللؤلؤ) المنثور دون المنظوم؟
وقلنا: إنما شبههم سبحانه وتعالى باللؤلؤ المنثور لنه أراد تشيبيههم باللؤلؤ الذي لم يثقب بعد، لأنه إذا ثقب نقصت مائيته وصفاؤه، واللؤلؤ (الذى) لم يثقب لا يكون إلا منثوراً، وقيل: إنما شبههم الله تعالى باللؤلؤ المنثور لأن اللؤلؤ المنثور على البساط أحسن منظراً من المنظوم، وقيل: إنما شبههم سبحانه باللؤلؤ المنثور
لانتشارهم وأنبثاثهم في مجالهم ومنازلهم وتفريقهم في الخدمة بدليل قوله تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ) ولو كانوا وقوفاً صفاً لشبهوا بالمنظوم.
* * *
فإن قيل: كيف قال الله تعالى: (وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) مع أن ذلك في الدنيا إنما هو عادة الإماء ومن في مرتبتهن؟
قلنا: القرآن أول من خوطب به العرب، وكان من عادة رجالهم