* * *
قلنا: المراد بالسعى القصد، وقال الحسن: ليس هو السعى على الأقدام، ولكنه على النيات والقلوب، ويؤيد قول الحسن قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) وقول الداعى في دعاء القنوت: واليك نسعى ونحفد، وليس المراد به العدو والاسراع بالقدم.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (انْفَضُّوا إِلَيْهَا) والمذكور شيئان اللهو والتجارة؟
قلنا: قد سبق جواب هذا في سورة التوبة في قوله تعالى: (وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) والذى يؤيده هنا ما قاله الزجاج معناه: واذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهواً انفضوا إليه، فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه، وقرأ ابن مسعود رضى الله عنه إليهما
بضمير التثنية، وعليه فلا حذف.