* * *
قلنا: فائدتها التأكيد، كأنه قال: وتعلمون علماً يقيناً لا شبهة لكم فيه، هذا جواب الزمخشري، وقال غيره: فائدتها التكثير، لأن قد مع الفعل المضارع تارة تأتى للتقليل كقولهم: إن الكذوب قد يصدق.
وتارة تأتى للتكثير كقول الشاعر:
قد أعسف النازح المجهود معسفة. . . في فظل أخضر يدعو هامة البوم
وإنما يتمدح بما يكثر وجوده منه لا بما يقل.
* * *
فإن قيل: كيف قال عيسى عليه السلام: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) ولم يقل محمد ومحمد أشهر أسماء النبى صلى الله عليه وسلم؟
قلنا: إنما قال أحمد لأنه مذكور في الإنجيل بعبارة تفسيرها أحمد لا محمد، وإنما كان كذلك لأن اسمه في السماء أحمد وفى الأرض محمد، فنزل في الانجيل اسمه السماوى، وقيل: إن أحمد أبلغ فى
معنى الحمد من محمد من جهة كونه مبنياً على صيغة التفصيل، وقيل: محمد أبلغ من جهة كونه على صيغة التفصيل الذي هو للتكثير.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) ولم يقل سبحانه هذه، والمشار إليه البينات وهى