* * *
قلنا: من قوله تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ) لأنه سبحانه أراد بالأسوة الحسنة قوله الذي حكاه عنه وعن أتباعه وأشياعه ليقتدوا به فيه ويتخذوه سنة يستنون بها.
واستثنى سبحانه استغفاره لأبيه لأنه كان (عن) موعدة وعدها إياه.
* * *
فإن قيل: فإن كان استغفاره لأبيه أو وعده لأبيه بالاستغفار مستثنى من الأسوة، فكيف عطف عليه قوله: (وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ) وهو لا يصح استثناؤه، ألا ترى إلى قوله تعالى: (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) ؟
قلنا: المقصود بالاستثناء هو الجملة الأولى فقط، وما بعدها ذكر لأنه من تمام كلام إبراهيم لا بقصد الاستثناء، كأنه قال: أنا أستغفر لك وما في طاقتى إلا الاستغفار.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) ومعلوم أن النبى صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بمعروف، فهلا اقتصر على قوله تعالى: "وَلَا يَعْصِينَكَ "؟
قلنا: فائدته سرعة تبادر الأفهام إلى قبح المعصية منهن لو وقعت،