قلنا: الضمير في بها لكلمة التوحيد، وفى أهلها للتقوى فلا تكرار.
* * *
فإن قيل: ما وجه تعليق الدخول بمشيئة الله تعالى في إخباره حتى قال سبحانه وتعالى: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) ؟
قلنا: فيه وجوه: أحدها: أن "إن" بمعنى إذ كما في قوله تعالى: (وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ، الثانى: أنه استثناء من الله تعالى فيما يعلم تعليماً لعباده أن يستثنوا فيما لا يعلمون، الثالث: أنه على سبيل الحكاية لرؤيا النبى صلى الله عليه
وسلم، فإنه رأى أن قائلا يقول له: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) ، الرابع: أن الاستثناء متعلق بقوله تعالى: (آمِنِينَ) فأما الدخول فليس فيه تعليق.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (لَا تَخَافُونَ) بعد
قوله: (آمِنِينَ) ؟
قلنا: معناه آمنين في حال الدخول لا تخافون عدوكم أن يخرجكم