* * *
قلنا: فيه وجوه: أحدهما: أنه لما ذكر حرفاً من حروف المعجم على سبيل التحدى والتنبيه على الاعجاز، كما قيل في كل سورة مفتتحة
بحرف، أتبعه القسم محذوف الجواب لدلالة التحدى عليه، كأنه قال:
والقرآن ذى الذكر إنه لكلام معجز، وكذلك إذا كان الحرف مقسماً به، كأنه قال: أقسمت، بـ "ص" والقرآن ذى الذكر، إنه لكلام
معجز، الثانى: إن (ص) خبر مبتدأ محذوف على أنه اسم السورة، كأنه قال: هذه ص، يعنى هذه السورة التى أعجزت العرب
والقرآن ذى الذكر، كما تقول: هذا خاتم والله، تريد هذا هو المشهور بالسخاء والله، الثالث: أن جواب القسم كم أهلكنا، وأصله لكم أهلكنا، فلما طال الكلام حذفت اللام تخفيفاً كما في قوله
تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) ، (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) ، الرابع: أن قوله تعالى: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) ، وهو قول الكسائى، وقال الفراء: وهذا لا يتقيم في العربية لتأخره جداً عن القسم.
* * *
فإن قيل: ما وجه المناسبة والإرتباط بين قوله تعالى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) وبين قوله تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ) ؟