قلنا: قال ابن قتيبة: معناه كادت القلوب تبلغ الحناجر من الخوف، فهو مثل في اضطراب القلوب ووجيبها، ورده ابن الأنبارى فقال:
العرب لا تضمر كاد، ولا تعرف معناه ما لم تنطق به، وقال الفراء: معناه أنهم جبنوا وجزعوا، والجبان إذا أشتد خوفه انتفخت رئته، فرفعت قلبه إلى حنجرته، وهى جوف الحلقوم وأقصاه، وكذا إذا
اشتد الغضب أو الغم وهذا المعنى مروى عن ابن عباس رضى الله عنه، ومن هنا قيل: للجبان انتفخ منخره.
* * *
فإن قيل: كيف علق الله تعالى عذاب المنافقين بمشيئته بقوله تعالى: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ) وعذابهم متيقن مقطوع به لقوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) ؟
قلنا: معناه إن شاء تعذيبهم بإماتتهم على النفاق، وقيل: معناه إن شاء ذلك وقد شاءه.
* * *
فإن قيل: ما حقيقة قوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) ؟
قلنا: فيه وجهان: أحدهما: أنه نفسه أسوة حسنة أي قدوة، والأسوة اسم للمتأسى به، أي المقتدى به، كما تقول: في البيضة