فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ) وقال تعالى في موضع آخر: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) وقال تعالى في موضع آخر: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) ؟

قلنا: الله تعالى هو المتوفى بخلق الموت، وأمر الوسائط بنزع الروح، والملآئكة المتوفون أعوان ملك الموت وهم يجذبون من الأظفار إلى الحلقوم، وملك الموت يتناول الروح من الحلقوم فصحت الإضافات كلها.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا ... الآية)

وليس المؤمنون منحصرين في من هو

موصوف بهذه الصفة، ولا هذه الصفة شرط في تحقق الإيمان؟

قلنا: المراد بقوله تعالى: (ذُكِّرُوا بِهَا) أي وعظوا، والمراد بالسجود: الخضوع والخشوع والتوضع في قبول الموعظة بآيات الله تعالى، وهذه الصفة شرط في تحقق الإيمان، ونظيره قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا.... الآية) .

الثانى: أن معناه إنما يؤمن بآياتنا إيماناً كاملا من اتصف بهذه الصفة، وقيل: المراد بالأيات فرائض الصلوات الخمس، والمراد التذكير بها بالآذان والإقامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015