فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) وقال تعالى في سورة المعارج: (تعرج الملائكة والروح إليه في يو

سورة السجدة

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)

وقال تعالى في سورة المعارج: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) ؟

قلنا: المراد بالأول مسافة عروج الملك من الأرض إلى السطح الأعلى من سماء الدنيا، وذلك ألف سنة، خمسمائة سنة مسافة ما بين السماء والأرض، وخمسمائة سنة مسافة سمك سماء الدنيا.

والمراد بالثانى: مسافة عروج الملآئكة من الأرض إلى العرش، الثانى: أن المراد به في الآيتين يوم القيامة، ومقداره ألف سنة من حساب أهل الدنيا لقوله

تعالى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) ومعنى قوله تعالى: "خمسين ألف سنة " أي لو تولى فيه حساب الخلق غير الله تعالى، الثالث: أنه كألف سنة في حق عوام المؤمنين، وكخمسين ألف سنة في حق الكافرين لشدة ما يكابدون فيه من الأهوال والمحن، وكساعة من أيام الدنيا في حق خواص المؤمنين، ويؤيد ما روى أنه قيل: يا رسول الله يوم مقداره خمسون ألف سنة ما أطوله، فقال:

والذى نفسى بيده أنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا، وروى أن ابن عباس رضى الله عنهما سئل عن هأتين الآيتين، فقال: يومان ذكرهما الله تعالى في كتابه.

وإنى أكره أن أقول في كتاب الله تعالى بما لا أعلم.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015