الحق الوعيد بأكله مع أن لابسه ومدخره وواهبه أيضاً في الإثم سواء.
قلنا: لما كان أكثر الإنتفاع بالأكل عبر عن أنواح الإنتفاع بالأكل
كما يقال أكل فلان ماله كله إذا أخرجة في مصالح الأكل وغيره.
* * *
فإن قيل: كيف خص الأكل بذكر الوعيد دون المطعم وكلاهما آثم؟
قلنا: لأن انتفاعه الدنيوى بالربا أكثر من انتفاع المطعم.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا) .
والكلام في الربا، ومقصودهم تشبيهه بالبيع فقياسه إنما الربا مثل البيع؟
قلنا: جاءوا بالتمثيل على طريق المبالغة، وذلك أنه إذا بلغ من اعتقادهم استحلال الربا أنهم جعلوه أصلًا في الحل
والبيع فرعاً لقولهم: القمر كوجه زيد والبحر ككفه إذا أرادوا المبالغة.
* * *
فإن قيل: كيف قلتم أن أهل الكبائر لا يخلدون في النار، وقد قال الله تعالى في حق آكلى الربا: (وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ؟
قلنا: الخلود يستعمل بمعنى طول البقاء، وإن لم يكن بصفة التأبيد.
يقال: خلد الأمير فلاناً في الحبس إذا طال حبسه، أو قوله: فأولئك إشارة إلى من عاد إلى استحلال الربا بقوله: إنما البيع مثل
الربا، بعد نزول آية التحريم، وذلك يكون كافراً والكافر مخلد في النار.