* * *
قلنا: قيل أصل الكلام فظلوا لها خاضعين فأقحمت الأعناق لبيان موضوع أو خضوع وترك الكلام على أصله كقولهم ذهبت أهل اليمامه كان الأهل غير مذكور وثله قول الشاعر
رأت مر السنين أخذن منى. . . كما أخذ السرار من الهلال.
أو لما وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو من صفات العقلاء جمعت جمع العقلاء كقوله تعالى: (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) وقيل: الأعناق رؤساء الناس ومقدموهم شبهوا بالأعناق كما قيل لهم الرؤوس والنواصى والوجوه، وقيل: الأعناق الجماعات يقال جائنى عنق من الناس أي جماعه وقيل: أن ذلك لمراعاه الفواصل.
* * *
فإن قيل كيف قال تعالى: (فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فأفراد، وقال تعالى في موضع آخر: (فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ) فثنى؟
قلنا: الرسول يكون بمعنى المرسل فيلزم تثنيته، ويكون بمعنى الرساله التى هى المصدر فيوصف به الواحد والاثنان والجماعه كما يوصف بسائر المصادر، والدليل على أنه يكون بمعنى الرساله قول