* * *
قلنا: قد سبق في سورة الأعراف في قصة موسى عليه الصلاة والسلام مثل هذا السؤال والجواب المذكور ثم هو الجواب هنا.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا)
ظاهر اللفظ نهى من لا يؤمن بالساعة عن صد موسى عليه الصلاة والسلام عن الإيمان بها، والمقصود هو نهى موسى عن التكذيب بها، فكيف تنزيله؟
قلنا: معناه كن شديد الشكيمة في الدين، صليب المعجم لئلا يطمع في صدك عن الإيمان بها من لا يؤمن بها، وهذا كقولهم: لا أرينك هنا معناه لا تدن منى ولا تقرب من حضرتى لئلا أراك، ففى الصورتين النهى متوجه إلى المسبب والمراد به النهى عن السبب.
وهو القرب منه والجلوس بحضرته إنه سبب رؤيته وكذلك لين موسى عليه الصلاة والسلام في الدين وسلاسة قياده سبب لصدهم إياه.
* * *
فإن قيل: ما فائدة السؤال في قوله تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) وهو أعلم بما في يده جملة وتفصيلا؟