يدل من حيث المفهوم أن غير المتقين لا يدخلون الجنة؟
قلنا: المراد بالتقوى هنا التقوى من الشرك، وكل المؤمنين سواء في ذلك.
* * *
قلنا: معناه أن الله تعالى يقول: كدت أفعل هذا بالسموات والأرض والجبال عند وجود هذه الكلمة غضباً على قائلها لولا حلمى وامهالى.
فإنى لا أعجل بالعقوبة كما قال الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا) يعنى أن تخر على المشركين وتنشق الأرض بهم، ويدل على هذا قوله تعالى في آخر الآية: (إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً) ، الثانى: أن يكون استعظاماً لقبح هذه الكلمة وتصويراً لأثرها في الدين، وهدمها لأركانه وقواعده، وأن مثال ذلك الأثر في المحسوسات أن يصيب هذه الأجسام العظيمه التى هى قوام العالم ما تنفطر منه وتنشق وتخر.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى هنا في صفة الشرك: (كَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) وهذا يدل على قوة كلمة الشرك وشدتها، وقال تعالى في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام في صفة كلمة الشرك: (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ)