ذلك، ولهذا قيل: إنه أعطى النبوة في صباه أيضاً.

* * *

فإن قيل: الزكاة إنما تجب على الأغنياء، وعيسى عليه الصلاة والسلام لم يزل فقيراً لابس كساء مدة بقائه في الأرض، وعلم الله

تعالى ذلك من حاله، فكيف أوصاه بالزكاة؟

قلنا: المراد بالزكاة هنا تزكية النفس وتطهيرها من المعاصى لا زكاة المال.

* * *

فإن قيل: كيف جاء السلام في قصة يحيى عليه السلام منكراً، وفى قصة عيسى عليه الصلاة والسلام معرَّفاً؟

قلنا: قد قيل إن النكرة والمعرفة في مثل هذا سواء لا فرق بينهما في المعنى، الثانى: أنه سبق ذكره في قصة يحيى عليه الصلاة والسلام مرة، فلما أعيد ذكره أعيد معرفاً كقوله تعالى: (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) كأنه قال ذلك

السلام الموجه إلى يحيى في المواطن الثلاثة موجه إلى.

* * *

فإن قيل: كيف تكون الألف واللام في السلام للعهد، والأول سلام من الله تعالى على يحيى عليه الصلاة والسلام، والثانى: سلام على عيسى عليه الصلاة والسلام على نفسة؟

قلنا: التعريف راجع إلى ماهية السلام ومواطنه لا إلى كونه واردا من عند الله تعالى.

* * *

فإن قيل: ما معنى قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ)

وما أشبهه ومثل هذا إنما يستعمل إذا كان المأمور مختاراً في الذكر وعدمه، كما تقول لصاحبك وهو يكتب كتاباً اذكرنى في الكتاب أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015