غيرهم، كما في قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ... الآية) بل أولى، لأنه وصف ما لا يعقل بخصوصه بلفظ
(من) وهو الحية والأنعام، وهنا لو قال من في السموات ومن في الأرض لا يلزم وصف ما لا يعقل بخصوصه وتعيينه بلفظ من بل المجموع؟
قلنا: لأنه أراد عموم كل دابة وشمولها، فجاء بما التى تعم النوعين وتشملها، ولو جاء بمن لخص العقلاء.
* * *
قلنا: المراد بالظلم هنا الكفر، وبالدابة الدابة الظالمة وهى الكافر كذا قاله ابن عباس، وقيل: معناه لو هلك الآباء بكفرهم لم يكن الأبناء، الثانى: أنه لم لا يجوز أن يكون (بمعنى) يهلك الجميع بشؤم ظلم الظالمين مبالغة في إعدام الظالم ونفى وجود أثره، حتى لا يوجد بعد ذلك من بقية الناس ظلم موجب للإهلاك، كما وجد من الذين أهلكهم بظلمهم، ودليل جواز ذلك ما وجد في زمان نوح عليه
الصلاة والسلام فإنه أهلك بشؤم ظلم قوم نوح جميع دواب الأرض إلا من نجا في السفينة، فلم تبق على ظهر الأرض دابة، وكما قال
الله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) ثم إذا فعل ذلك للحكمة والمصلحة التى اقتضت فعله