قلنا: إذا كان الخروج بقهر وغلبة أو بجمال وزينة أو بآية وأمر عظيم فإنما يعدى بعلى ومنه قولهم: خرج علينا في السفر قطاع الطريق، وقوله تعالى:
(فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) وقوله تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ) .
* * *
فإن قيل: كيف شبهن يوسف عليه الصلاة والسلام بالملك فقلن: (إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) وهن ما رأين الملآئكة قط؟
قلنا: إن كن ما رأين الملآئكة فقد سمعن وصفها، (الثانى) : أن الله تعالى ركز في الطباع حسن الملآئكة، كما ركز فيها قبح الشياطين، ولذلك يشبه كل متناه في الحسن بالملك، وكل متناه في القبح بالشيطان.
* * *
فإن قيل: كيف قال يوسف عليه الصلاة والسلام: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) وترك الشىء إنما يكون بعد ملابسته والكون فيه، يقال: ترك فلإن شرب الخمر وأكل الربا ونحو ذلك إذا كان فيه ثم أقلع عنه، ويوسف عليه الصلاة والسلام لم يكز على ملة الكفار قط؟