فإن قيل: كيف قال تعالى: (مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ)

ولم يقل ماذا يستعجلون منه، وأول الخطاب للمواجهه؟

قلنا: أراد بذكر المجرمين الدلالة على موجب ترك الاستعجال، وهو الاجرام، لأن المجرم أن يخاف التعذيب على إجرامه، ويفزع من مجيئه، وإن ابطاء فضلا على أن يستعجله.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) ولم يقل فبذينك والمشار إليه اثنان الفضل والرحمة؟

قلنا: قد سبق مثل هذا السؤال وجوابه في سورة البقرة في قوله تعالى: (عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) .

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) تهديد، لأن فيه محذوفا تقديره: وما ظنهم أن الله فاعل بهم يوم القيامة بكذبهم، فكيف يناسبه قوله تعالى بعده: (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) ؟

قلنا: هو مناسب لأن معناه إن الله لذو فضل على الناس حيث أنعم عليهم بالعقل والوحى والهداية وتأخير العذاب وفتح باب التوبة، فكيف يفترون عليه الكذب مع توافر نعمه عليهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015