بقوله تعالى: "فيهن " ساعات الأشهر وهى مؤنثة.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)
والإنسان لا يظلم نفسه بل يظلم غيره؟
قلنا: لا نسلم أنه لا يضلم نفسه، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ) وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)
الثانى: أن معناه فلا يظلم بعضكم بعضا كما قال
تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ)
وقال: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)
وقال: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) .
الثالث: أن معناه فلا تنقصوا حظ أنفسكم من
الآخرة بالمعصية، فإن من عصى فقد ظلم نفسه بنقصه ثوابها، وتوجيه العقاب والذم إليها، واليه الإشارة بقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)
الرابع: أن كل ظالم لغيره فهو ظالم لنفسه في الحقيقة، لأن الضرر ظلمه في حق المظلوم منقطع عن قريب، لأنه لا يتعدى الدنيا، وضرر ظلمه في حق نفسه يراه في الآخرة، حيث لا ينقطع، أو يكون أشد وأدوم.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ)
يدل