* * *
قلنا: لما تشابهت هي والأنفال، واختلفت الصحابة في كونهما سورتين أو سورة واحدة، تركت بينهما فرجة عملا بقول من قال:
هما سورتان، وتركت البسملة بينهما عملا بقول من قال هما سورة واحدة، وممن قال بذلك قتادة رضى الله عنه، الثانى: أن اسم الله تعالى سلام وأمان فلا تناسب كتابته النبذ والمحاربة.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ)
خص الأمر بالقتال بأئمة الكفر، مع أن النكث والطعن ليس مخصوصا بهم، بل هومسند
إلى جميع المشركين؟
قلنا: المراد بأئمة الكفر رؤوس المشركين وقادتهم، وقيل: كفار مكة لأنهم كانوا قدوة جميع العرب في الكفر، فكأن النكث والطعن لم
يوجد إلا منهم لما كانوا هم الأصل فيه، فلذلك خصهم بالذكر.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ)
ونحن نسأل اليهود والنصارى ذلك فينكرونه ويجحدونه؟
قلنا: طائفة من اليهود وطائفة من النصارى هم الذين يقولون ذلك لا كلهم، فالألف واللام للعهد لا للجس أو أطلق اسم الكل وأرادالبعض كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ) وإنما قال لها