الاختبار يقال بلاه وابتلاه أي اختبره والله تعالى يختبر شكر
عباده بالنعمة ويختبر صبرهم بالمحنة، ويؤيده قوله تعالى: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ) وقوله تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) .
فمعنى الآية وفى ذلك الانجاء نعمة عظيمة من ربكم عليكم (وتجوز أن تكون الاشارة إلى المجموع معناه وفى الانجاء اختبار عظيم لشكر من أنجى، واختبار
عظيم لصبر من قتل ولده أو أسر) .
* * *
قلنا: العرب في أغلب تواريخها إنما تذكر الليالى وإن كان مرادها الأيام. لأن الليل هو الأصل في الزمان، والنهار عارض لأن الظلمة سابقة في الوجود على النور.
وقيل: إنه كان في شريعة موسى عليه الصلاة والسلام جواز صوم الليل.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)
وقد علم مجموع الميقات من قوله تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ)