قلنا: لما في ذلك من ابتلاء العباد، ولما في مخالفته من عظيم الثواب، ونظير ذلك ما خلقه الله تعالى في الدنيا من اصناف الزخارف وأنواع الملاذ والملاهى وما ركبه في الأنفس من الشهوات ليمتحن بها عباده.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا)
ولم يكن غرضه من الوسوسة كشف عورتهما، بل إخراجهما من الجنة، ويؤيده قوله تعالى في سورة البقرة: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) ؟
قلنا اللام في قوله: "ليبدى" لام العاقبة والضرورة، لا لام كى كما في قوله تعالى: (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا)
وقول الشاعر:
لدوا للموت وابنوا للخراب.
* * *
قلنا: معناه أن خلق اللباس والكسوة للإنسان خاصة علامة من العلامات الدالة على أن الله تعالى فضله على سائر الحيوان، وقيل: معناه ذلك من نعم الله.
* * *
فإن قيل: كيف قوله تعالى في حق إبليس: (يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا) ونازع لباسهما هو الله تعالى؟