فإن قيل: كيف قال: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) يعنى يوم القيامة، والصدق نافع في الدنيا والآخرة، ولفظ الآية في قوة الحصر؟

- وعليه الجمهور - فالجواب مطابق ولا إشكال فيه.

فإذ قيل: لو قال عيسى عليه الصلاة والسلام: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ؟

قلنا: معناه إن تعذبهم فإنهم عبادك، وتصرف المالك المطلق الحقيقى

فى عبيده متاح أي تصرف كان، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز

الحكيم الذي لا ينقص من عزته شيء بترك العقوبة والانتقام ممن

عصاه، الحكيم في كل ما يفعله من العذاب والمغفرة.

* * *

فإن قيل: كيف قال: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)

يعنى يوم القيامة، والصدق نافع في الدنيا والآخرة، ولفظ الآية في قوة

الحصر؟

قلنا: لما كان نفع الصدق في الآخرة هو الفوز في الجنة والنجاة من

النار، ونفعه في الدنيا دون ذلك، كان كالعدم بالنسبة إلى نفعه فى

الآخرة، فلم يعتد به في مقابلته.

* * *

فإن قيل: قوله: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) إن أراد به

صدقهم في الأخرة، فالآخرة ليست بدار عمل، وإن أراد به صدقهم

فى الدنيا فليس بمطابق لما ورد فيه، وهو الشهادة لعيسى عليه

الصلاة والسلام بالصدق فيما يجيب به يوم القيامة؟

قلنا: أراد به الصدق المستمر بالصادقين في دنياهم وآخرتهم، وعن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015