الواو الأولى للعطف، والثانية للإبتداء، فالجملة الثالثة مطلقة غير مؤقتة.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ)
كيف صلح جوابا لسؤالهم، والطيبات غير معلومة.
ولا متفق عليها لأنها تختلف باختلاف الطباع والبقاع؟
قلنا: المراد بالطيبات هنا الذبائح والعرب تسمى الذبيحة طيباً.
وتسمى الميتة خبيثاً، فصار المراد معلوما، لكنه عام مخصوص كغيره من العمومات.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (مكلبين)
بعد قوله تعالى: (وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ) والمكلب هو المعلم من كلاب الصيد؟
قلنا: قد جاء في تفسير المكلب آيضاً أنه المسرى للجارح والمغرى له، فعلى هذا لا يكون تكراراً، وعلى القول الأول إنما عمم ثم خص فقال: (مُكَلِّبِينَ) .
بعد قوله: (وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ) .
لأن غالب صيدهم كان بالكلاب، فأخرجه مخرج الغالب الواقع منهم.
* * *
فإن قيل: ظاهر قوله تعالى: (وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ)
تقتضى إباحة الجوارح المعلمة وهى حرام؟
قلنا: فيه إضمار تقديره: وصيد ما علمتم من الجوارح، ويؤيده ما في تام الكلام من قوله: (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ)