فإن قيل: كلام الله تعالى صفة قديمة (قائمة) بذاته وعيسى عليه الصلاة والسلام مخلوق حادث، فكيف صح إطلاق الكلمة عليه في قوله تعالى: (رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ) ؟

قلنا: معناه أن وجوده في بطن أمه كان بكلمة الله تعالى، وهى

قوله: (كن) من غير واسطة، بخلاف غيره من البشر، وقيل المراد بالكلمة الحجة.

* * *

فإن قيل: على الوجه الأول لو كان صحة إطلاق الكلمة على عسيى عليه الصلاة والسلام لهذا المعنى يصح إطلاقها على آدم عليه الصلاة والسلام، لأن هذا المعنى فيه أتم وأكمل، لأنه وجد بهذه الكلمة من

غير واسطة أب ولا أم أيضاً؟

قلنا: لا نسلم أنه لا يصح إطلاقها عليه بهذا المعنى بل يصح.

* * *

فإن قيل: لو صح إطلاقها عليه لجاء به القرآن كما جاء في حق عيسى عليه الصلاة والسلام؟

قلنا: إنما جاء به، لأن المجيء به في حق عيسى عليه الصلاة والسلام إنما كان للرد على من افترى عليه، وعلى أمه ونسبه إلى أب، ولم يوجد هذا المعنى في حق آدم عليه الصلاة والسلإم، لاتفاق الناس كلهم على أنه غير مضاف إلى أب ولا إلى أم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015