(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ) .
فلم يجعلهم مؤمنين ولا كافرين؟
قلنا: المنافق وإن كان في الظاهر أحسن حالًا من الكافر إلا أنه عند الله تعالى وفى الآخرة أسوأ حالا منه، لأنه شاركه الكفر، وزاد عليه الاستهزاء بالإسلام وأهله، والمخادعة لله وللمؤمنين.
* * *
فإن قيل: الجهر بالسوء غير محبوب لله تعالى أصلا، بل
المحبوب عنده العفو والصفح والتجاوز.
فكيف قال: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) .
أى إلا جهر من ظلم؟
قلنا: معناه ولا جهر من ظلم، فإلا بمعنى ولا، وقد سبق نظيره وشاهده في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً) .
* * *
فإن قيل: كيف جاز دخول بين على أحد في قوله تعالى: (وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) .
وبين تقتضى أثنين فصاعداً، يقال:
فرقت بين زيد وعمرو أو بين القوم، ولا يقال فرقت بين زيد؟
قلنا: قد سبق هذا السؤال وجوابه في قوله تعالى: (عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) .
وفى آخر سورة البقرة أيضاً.