وقول الشاعر:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها............
وعلى قول من قال: أنه بمعنى الأمل تقول: قد بشر الله المؤمنين
فى القرآن، ووعدهم بإظهار دينهم على الدين كله، ومثل هذه
البشارة والوعد لم يوجد في سائر الكتب فافترقا، وقيل: أن الرجاء
ما يكون مستندا إلى سبب صحيح ومقدمات حقة، والطمع ما يكون
مستنداً إلى خلاف ذلك، فالرجاء للمؤمنين، وأما الكافرون فلهم طمع لا رجاء
* * *
قلنا: (أو) بمعنى الواو فمعناه ويظلم نفسه بذلك السوء، حيث
دساها بالمعصية، وقيل: المراد بعمل السوء ما دون الشرك، وبظلم
النفس الشرك، وقيل: المراد بعمل السوء الذنب المتعدى ضرره إلى
الغير، وبظلم النفس الذنب المقتصر ضرره على فاعله.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ) .
ظاهره ينفى وجود الهم منهم باضلالة، والمنقول في التفاسير أنهم هموا بإضلاله وزادوا علي الهم
الذى هو القصد القول المضل أيضاً، يعرف ذلك من تفسير أول
القصة وهو قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ) .