الصلاة: جاء الحديث عن بلال بن سعد «أنه قال الخطيئة إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة». قال أحمد -رحمه الله تعالى-: وإنما تضر العامة لتركهم لما يجب عليهم من الإنكار والتغيير على الذي ظهرت منه الخطيئة. وفي المسند من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده، فقلت يا رسول الله: أما فيهم يومئذ أناس صالحون، قال: بلى. قلت: فكيف يصنع بأولئك. قال: يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان». وفي المسند أيضًا من حديث عائشة رضي الله عنها تبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا ظهر السوء في الأرض، أنزل الله بأهل الأرض بأسه فقالت: وفيهم أهل طاعة الله، قال: نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله». وفي مستدرك الحاكم عن الحسن بن محمد بن علي عن مولاة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على عائشة، أو على بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا عنده، فقال: إذا ظهر السوء فلم ينهوا عنه أنزل الله بهم بأسه، فقال إنسان: يا نبي الله وإن كان فيهم الصالحون، قال: نعم يصيبهم ما أصابهم، ثم يصيرون إلى مغفرة الله
ورحمته». والأحاديث في التحذير من التهاون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغيير ما ظهر منه كثيرة جدًا. والله المسؤول أن يوفق ولاة أمور المسلمين للأخذ على أيدي السفهاء، والسير على منهاج السلف الصالح ففي ذلك الخير والصلاح للمسلمين وبقاء ملكهم وعزتهم قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ