إلا عند خلو المطاف في الليل أو غيره؛ لما فيه من ضررهن وضرر الرجال بهن. وقال أيضًا: وأما الدنو من البيت فمتفق على استحبابه - إلى أن قال - قال أصحابنا: وهذا الذي ذكرناه من استحباب القرب هو في حق الرجل أما المرأة فيستحب لها أن لا تدنو في حال طواف الرجال؛ بل تكون في حاشية المطاف بحيث لا تخالط الرجال، ويستحب لها أن تطوف في الليل فإنه أصون لها ولغيرها من الملامسة والفتنة، فإن كان المطاف خاليًا من الرجال استحب لها القرب كالرجل انتهى. ويتعين على ولاة الأمور أيضًا تغيير جميع المنكرات الظاهرة كالغناء، وآلات الملاهي، وشرب المسكرات، والمفترات وبيعها، والتمثيل باللحى، وتصوير ذوات الأرواح، وبيع الصور والجرائد والمجلات المصورة، ومزاحمة النساء للرجال في المطاف مع إمكان طوافهن على حدة وتبرجهن وسفورهن بين الرجال الأجانب وتشبههن بنساء الإفرنج في اللباس وغير ذلك، فإني قد رأيت في مكة شرفها الله تعالى كثيرًا من البنات المراهقات فمن دونهن لابسات يوم العيد لباس بنات الإفرنج، وما رأيت أحدًا ينكر ذلك فالله المستعان.
وليعلم ولاة الأمور أنهم مسؤولون يوم القيامة عما هو منوط بهم ومتعين عليهم من تغيير المنكرات الظاهرة، وتطهير البلاد الإسلامية منها كما في الصحيحين، ومسند الإمام أحمد، والسنن إلا ابن ماجه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو