وأبوه الذاب عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأنت اللعين ابن اللعين لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين اللَّه ورسوله الغوائل، وتحالفان عَلَيْهِ القبائل، وتبذلان فِيهِ المال، وتحالفان فِيهِ الرجال، عَلَى ذَلِكَ مات أبوك، وعليه خلفته وأنت (كذا) .
والشاهد عليه [1] من تؤوي وتلحي من رؤس أَهْل النفاق وبقية، الأحزاب وذوي الشناءة لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته، والشاهد لعلي سبقه القديم وفضله المبين، وأنصار الدين الذين ذكروا في القرآن فهم حوله عصائب، ونجبتيه كنائب [2] يرجون الفضل فِي اتباعه ويخافون الشقاء فِي خلافه، فكيف تعدل نفسك بعلي [3] وَهُوَ كَانَ أول النَّاس لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إتباعًا وأخرهم بِهِ عهدًا يشركه فِي أمره ويطلعه عَلَى سره، وأنت عدوه وَابْن عدوه فتمتع بباطلك وليمدد لك عَمْرو فِي غوايتك، فكأن قد انقضى أجلك، ووهاكيدك فتستبين لمن يكون العاقبة.
واعلم أنك يا معاوية إنما تكائد ربك الَّذِي قد أمنت كيده ومكره ويئست من روحه، وَهُوَ لك بالمرصاد، وأنت منه فِي غرور؟ وبالله ورسوله وأهل بيته عنك الغنى، والسلام على من تاب وأناب.