قسمها رباعا وخططا بين قريش. فلما كانوا على عهد المطلب [1] ، هموا بإخراج قريش من الحرم وأن يقاتلوهم حتى يغلبوهم عليه. وعدت بنو بكر على نعم لبنى الهون فاطردوها، ثم جمعوا جموعهم. وجمعت قريش واستعدّت.
وعقد المطلب [2] الحلف بين قريش والأحابيش (وهم بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وبنو الهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو المصطلق من خزاعة.
فلقوا بني بكر ومن انضم إليهم، وعلى الناس المطلب [3] . فاقتتلوا بذات نكيف. فانهزم بنو بكر، وقتلوا قتلا ذريعا، فلم يعودوا لحرب قريش.
قال ابن شعلة الفهري:
لله عينا من رأى من عصابة ... غوت غي بكر يوم ذات نكيف
أناخوا إلى أبياتنا ونسائنا ... فكانوا لنا ضيفا بشر مضيف
وقتل يومئذ عبد (بن) [4] السفاح القاري من القارة: قتادة [5] بن قيس أخا بلعاء بن قيس. واسم بلعاء مساحق. وقال عبد في ذلك:
يا طعنة ما قد طعنت مرشة ... قتادة [6] حين الخيل بالقوم تخنف
إذا جاء سرب من نساء يعدنه ... تولين يأسا ظهرهن يقفقف
قال ابن الكلبي: ويومئذ قيل [7] :
قد أنصف القارة من راماها