وأراد الخروج فِي سفر فدعا بجارية لَهُ فَقَالَ لها: ما تقولين أأخرجك معي؟ قَالَتْ: نعم. فَقَالَ: أكلُّ هَذَا شهوة للنكاح وغلمة، أوجعها يا غلام، فضرب خادم لَهُ رأسها بسوط كَانَ معه، ثُمَّ دعا بأخرى فَقَالَ لها: أتخرجين معنا؟ فقالت: لا بل أقيم مَعَ ولدي، فَقَالَ: يا فاجرة أكل هَذَا زهادة فِيَّ وبغضة لي، اضربها يا غلام فضربها الخادم، ثُمَّ دعا بأخرى فعرض عليها الشخوص فقالت: ما أدري ما أقول. إن قلت أخرج معك فعلت بي ما فعلت بالأولى وإن قلت لا أخرج فعلت بي ما فعلتَ بالأخرى فَقَالَ: أإياي تجيبين بهذا الجواب، وعلي تتسحبين هَذَا التسحب، اضرب يا غلام.
وقال المدائني كان يوسف سيئ الخلق، قلما يحتمل شيئًا، وكان أحسن ما يكون خلقًا فِي منزله، فكان يومًا نائمًا فجاء غلمان لَهُ صغار بزنابير فلعبوا بها، فدخلت زنابير منها فِي البيت الَّذِي كَانَ فِيهِ فجعلت تطنّ فانتبه فخرج إليهم فلم يزد عَلَى أن قَالَ: ما هَذَا يا خبثاء.
المدائني قَالَ: قَالَ يُوسُف لعامر بْن يحيى: يا فاسق أخربت ما سبذان قَالَ: إني إنَّما كنت عَلَى حلوان وَقَدْ وفرت خراجها وعمرتها، فَقَالَ:
يا فاسق أخربت ما سبذان وعذَّبَه حتَّى قتله.
وقَالَ لكاتب لَهُ يومًا: ما حبسك؟ قَالَ اشتكيت ضرسي، فدعا حجامًا فقلعه وضرسًا آخر معه، وَقَدْ كتبنا لَهُ أخبارًا فيما تقدم من كتابنا.
فرق الْإِسْلَام بينه