قَالُوا: وخرج فرقد السَّبخي مَعَ ابْنُ الأشعث، فطلبه الحجاج فهرب، وقيل لم يخرج ولكنه بلغ الحجاج عَنْهُ قول فطلبه فهرب. قَالَ فرقد: فأتيت واسطًا فكنت أصلي فِي المسجد، فخرج الحجاج ليلة ومعه شيء يقسمه، فوقف عليّ فأعطاني فلم أقبل، فعاد، فأعطاني فلم أقبل، وعاد الثالثة فلم أقبل فأعطاني كيسًا فلم أقبله، فوكل بي رجلًا فلما انصرفت أتاه بي فَقَالَ لي: من أنت؟ قلت: فرقد. قَالَ: أَنَا أطلبك وأنت معي فأخبرته خبري فَقَالَ: قَدْ عفوت عنك، وأصبح فأمر بقتل رَجُل من أهل الكوفة وقَالَ لرجل: أَخْرَج هَذَا فاقتله، وقَالَ لي قم معه حتَّى يقتله فقلت للرجل: فيم يُقتل هَذَا؟ قَالَ: لا أدري فإن أمرتني بقتله قتلته فقد سرحك معي، فقلت أرى أن تخليه فخلاه، ومضينا فستر اللَّه وأنساه ذكري.
وأرسل الحجاج رجلا إلى عنبسة بْن سَعِيد وقَالَ لرسوله: قل لعنبسة: اقتله فإن أَبى فاقتل عنبسة، فأبلغ الرَّسُول عنبسة رسالة الحجاج، فَقَالَ عنبسة لرجل: اقتله فقتله، فَقَالَ رَسُول الحجاج: لم قُتل هَذَا؟ فَقَالَ عنبسة: أمر بذلك الحجاج.
وقَالَ الحجاج لرجل من الأعاجم: أمن أبناء الملوك أنت؟ قَالَ:
لا ولكني من أبناء أهل الرأي. قَالَ: فأخبرني عني قَالَ: غضبك نصفين بين عدوك وصديقك، صديقك يخافك كما يخافك عدوك، فتبسم الحجاج وأمره أن ينطلق.
حَدَّثَنَا عن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضبعي عن عوف قَالَ: صليت خلف الحجاج جُمَعًا فما صلى حتَّى توارت بالحجاب.
المدائني قَالَ: مات الحجاج فذكره الوليد، وذكر فروة بْن شريك