حَدَّثَنِي عُمَر بْن شبه، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن معاوية عن خلف بْن خليفة عن حصين قَالَ: كَانَ الحجاج إِذَا حبس النَّاس عن صلاة الجمعة استقبل أبو وائل القبلة يومىء برأسه إيماءً يتناعس.

وحدَّثني عن أَبِي عبيدة قَالَ: مر الحجاج بدار عُمَر بْن سعد، فإذا هُوَ بكف مسمورة فَقَالَ: ما هَذِهِ؟ قَالُوا: كف الْمُخْتَار. فَقَالَ: والله ما هُمْ قتلوه، ولا أدركوا بثأرهم مِنْهُ. هَذَا يُهَيِّجُ الفتنة، نَحوْهَا وَغَيِّبُوها.

حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سيف عن الواقدي عن إِسْحَاق بْن يَحيى قَالَ: لم يستخرج الحجاج من أرض السواد شيئًا إلا الزابي والنيل، وذلك أَنَّهُ كتب يدعو أهل الخراج إلى أن يكفوه مؤونة ثقله، وأن يضع مثل ذَلِكَ مما عَلَيْهِ من خراجهم، فأبوا وكان يرفع من ذَلِكَ إلى عَبْد الملك مالًا كثيرًا. فلما ولي عُمَر بْن عَبْد العزيز رحل إِلَيْه أهل الزاب والنيل إلى البصرة فشكوا إِلَيْه مما صنع الحجاج، فَقَالَ عُمَر: بئس الرجل كَانَ الحجاج لقد كَانَ ظالمًا متعديًا.

وقَالَ المدائني: لما انقضى أمر ابْنُ الأشعث ولى الحجاج الكوفة عمير بْن هانئ من أهل دمشق ثُمَّ عزله، وولى المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي عَقيل، وَيُقَال ولاه البصرة.

وقَالَ الأصمعي: ولي الحجاج العراق عشرين سنة، وتوفي فِي شهر رمضان سنة خمس وتسعين وهو ابْنُ ثلاث وخمسين.

وحُدثتُ عن عليّ بْن الجعدانة قَالَ: سَمِعْتُ بعض الكوفيين يَقُولُ:

لما هلك الحجاج صرخ صارخ عَلَى الخضراء بواسط: ألا إن مُفَلِّقَ الهام، ومُطعم الطعام، وحبيب أهل الشام قد هلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015