حَدَّثَنَا أَحْمَد، ثنا عَبْد اللَّه بْن المبارك، أنبأ فضيل عن الْأَعْمَش قَالَ:
قَالَ عَمْرو بْن عتبة بْن فرقد: سَأَلت اللَّه ثلاثًا، فأعطاني اثنتين وأنا انتظر الثالثة. سَأَلْتُهُ أن يزهدني فِي الدنيا فما أبالي ما أقبل منها وما أدبر، وسألته أن يقويني عَلَى الصلاة فقواني، وسألته الشهادة فأنا أرجوها.
حَدَّثَنَا أَحْمَد، ثنا عليّ بْن إِسْحَاق عن ابْنُ المبارك، أنبأ عِيسَى بْن عُمَر، حَدَّثَنِي حوط بْن رافع أن عَمْرو بْن عتبة كَانَ يشترط عَلَى أصحابه أن يكون خادمهم، فخرج فِي الرعي فِي يَوْم حار، فأتاه بعض أصحابه فإذا هُوَ بغمامة تظله وهو نائم فَقَالَ: أبشر يا عَمْرو فأخذ عَلَيْهِ عَمْرو ألا يخبر أحدًا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد، ثنا عنبسة بْن سَعِيد عَن أَبِي بَكْر بْن عياش عَن الْأَعْمَش أن عمرو بْن عتبة اشترى فرسًا بأربعة آلاف حين غزا ناحية بلنجْر فقيل لَهُ:
أتشتري فرسًا بأربعة آلاف؟ فَقَالَ: ما أحب أن لي بكل رفعةٍ ووضعةٍ، إِذَا رفع حافره ووضعه درهمًا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، ثنا عليّ بْن إِسْحَاق عن ابْنُ المبارك عن عِيسَى بْن عُمَر عن السّدي عن ابن عم لعمرو بْن عتبة قَالَ: نزلنا فِي مرج حسن فَقَالَ عَمْرو: ما أحسن هَذَا المرج، أي شيء أحسن الآن من آن ينادي مناد يا خيل اللَّه اركبي، فيخرج رَجُل فيكون أول من لقي العدو فأصيب، ثُمَّ يجيء بِهِ أصحابه فيدفنونه فِي هَذَا المرج. قَالَ: فما كَانَ بأسرع من أن نادى مناد: يا خيل الله اركبي كفرتِ المدينة، يعني مدينة كانوا صالحوها، فخرج عَمْرو فِي سَرعان النَّاس أول من خرج، فأخبر عتبة بذلك فبعث فِي طلبه فما أُدرك حتَّى أُصيب، قَالَ: فما أراه دفن إلَّا فِي مركز رمحه، وكان يومئذ عتبة على الناس.