مالك فِي ثوب رقيق فَقَالَ لَهُ البتيّ: لا تصلِّ فِي ثوب رقيق فضربه عشرين سوطًا، وبعث مالك إلى الْحَسَن: لئن جلست في مجلسك لأضربنّك ثلاثمائة سوط، فَقَالَ: يكفيني منها سوطان وجلس فِي بيته.
وكان بين مالك بْن المنذر وبين عُمَر بْن يزيد صداقة فيما يظهر عُمَر ففسدت، لأن عُمَر وشى بِهِ بالكوفة إلى عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن عامل عُمَر بْن عَبْد العزيز حتَّى أزعجه من عنده، ووشى بِهِ إِلَى الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن عَبْدِ الْمَلِك حتَّى أزعجه، ثُمَّ وشى بِهِ إلى مسلمة بْن عَبْد الملك فلم يقبل قولُه فِيهِ، فلما رَأَى عُمَر أن مسلمة لا يقبل منه صالَحَ مالكًا، فلما ولي مالك أحداث البصرة ذكر عَبْد الأعلى بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عامر بْن كريز فنفاه من أَبِيهِ، وعنده حينئذ عمر بن يزيد، وحفص بن عمر بن مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه بْن معمر الْقُرَشِيّ وغيرهما، فأتى عُمَر بْن يزيد عَبْد الأعلى فأبلغه ما قَالَ مالك بْن المنذر فِيهِ وقَالَ: أَنَا أشهد لَكَ عَلَيْهِ، فشخص عَبْد الأعلى إلى خَالِد بْن عَبْد اللَّه القسري، وشخص معه عُمَر بْن يزيد، وحفص بْن عُمَر بِنْ مُوسَى فشهدا عَلَى مالك بما سمعا من مالك، فكذبهما خَالِد وتهددهما، وحبس عُمَر بن يزيد عنده، ودس لَهُ شهودًا شهدوا أَنَّهُ شارب خمر فضربه حَدًّا وَحَدرَه إلى مالك، فضربه بالسياط حتَّى وقذه وأثخنه، ثُمَّ أمر بِهِ فحمل إلى السجن فلويت عنقه فمات، وادعى أَنَّهُ مَصَّ خاتمه أنفة فمات، وإنما أشاع عَلَيْهِ ذَلِكَ أصحاب مالك، فلما مات عُمَر بْن يزيد تنمرت بنو تميم وغضبت ربيعة، وحدبت ربيعة عَلَى مالك وتعصبت واشرأب الفريقان لفتنة، فكفوا عَنْهَا.
وحدَّثني عُمَر بْن شبَّة عن أَحْمَد بْن معاوية عن المنتجع قَالَ: دخلت