ومنهم: خُفاف بْن هُبيرة بْن مالك بْن عَبْد يغوث بْن سنان بْن كابية، كَانَ أشد فارس خرج من خراسان فِي دولة بني الْعَبَّاس، وكان مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبَّاس، وخالف معه، ثُمَّ ظفر بِهِ أَبو جَعْفَر المنصور فقتله، وَقَدْ ذكرنا خبره فيما تقدم.

ومنهم: سَعِيد بْن مَسْعُود بْن الحكم بْن عَبْد اللَّه بْن مرثد بْن قطن بْن ربيعة بن كابية، كَانَ شريفًا وولاه عدي بْن أرطاة الفزاري عُمان، وولي أيضًا صدقات بَكْر بْن وائل.

وقَالَ أَبُو اليقظان: كَانَ سَعِيد يكنى أبا الزُّبَيْر، ولي صدقات بَكْر للحجاج، وولي عُمان لعدي، فضرب رجلًا من الأزد خيرًا [1] ، فِي ناقة كانت للأزدي مائة سوط، فأتى الأزدي عُمَر بْن عَبْد العزيز فاستعداه، وأنشده شعر كعب الْأَشْعَرِي:

إن كنت تحفظ ما وُليتَ فإنما ... عمال أرضك بالعراق ذئاب

لن يستقيموا للذي تدعو لَهُ ... حتَّى تقطع بالسيوف رقاب

بأكف منصلتين أهل بصائر ... فِي وقعهنَّ مواعظ وعقاب

لولا قريش نصرها ودفاعها ... ألفيتَ منقطعًا بك الأسباب

فكتب عُمَر إلى عدي: «إن تولتيك سَعِيد بْن مَسْعُود بليَّة، وقَدَرٌ قَدَّرَه اللَّه عليك، فابعث إِلَيْه من يعزله ويحمله إليّ ففعل فأراد ضربه فَقَالَ قمير بْن سَعِيد بْن مَسْعُود ابنه: أَنَا الَّذِي ضربت الرجل، فضرب مائة سوط، فَقَالَ سَعِيد لابنه قمير، وكان يُسمى عبد العزيز: يا عَبْد العزيز أصرر أذنيك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015