وقال مُحَمَّد بْن سعد: قال يزيد بْن هارون: مات أبو رجاء فِي أيام عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز.
وقال الواقدي: مات سنة سبع عشرة، وروى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ [1] .
كان من سادة بني تميم وفرسانهم بخراسان.
كان يقص فِي المسجد الجامع بالبصرة بأمر الأمراء.
وكان قارئًا فقيهًا أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسبي يوم الكلاب الثاني فأعتقه رَجُل من بني عطارد، فروى عن أَبِي رجاء أنه قال: هربنا حيث بلغنا خروج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكنت مع مولاي فنزل بأرض فضاء وحشة، فقال: إني أعوذ بأعز أَهْل هَذَا الوادي من شر أهله، فسمعت القرآن بعد: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجن فزادوهم رهقا [2] فظننت أنها نزلت فِيهِ.
وكبر أَبُو رجاء حَتَّى جاوز المائة، وكان يصلي ببني عطارد وعلى جنائزهم قريبًا من سبعين أو ثمانين سنة، لا يصلي غيره، فلما مات شهد جنازته الفرزدق وهو يقول:
ألم تر أن الناس مات كبيرهم ... ومن قبل ما مات النبي محمد [3]