وقال له بعض عمال البصرة: صف لي الأحنف فقال: إن شئت حدثتك عَنْهُ شهرًا، وإن شئت عشرًا، وإن شئت حذفت الحديث حَذفًا.
قال: فاحذفه. فقال: كان أعظم الناس على نفسه سلطانًا.
أَبُو الْحَسَن المدائني عن علي القرشي قال: كان خَالِد يقول: لا تضع معروفك عند فاحش ولا أحمق ولا لئيم، فَإِن الفاحش يرى إنك إنما فعلت ذلك لخوف شره ضعفًا منك، والأحمق غير عارف بما تُسدي إليه من معروف، واللئيم سبخة لا تُنبت، وإن أنبتت لم يزك منبتها ولم يَنْمُ، وَإِذَا رَأَيْت كريمًا فاصطنع عنده يدًا وازرع معروفًا، واحصد شكرًا، وأنا الكفيل الضامن.
الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمٍ قَالَ: كان خَالِد يذكر آل المهلب فيقول إن النعم لتقلقل فِي البلاد، فإذا انتهت إِلَى آل المهلب اطمأنت.
وكان خَالِد يذكر شبيب بْن شَيْبَة فيقول: ليس لشبيب صديق في السر، ولاعدو فِي العلانية.
وأراد حَفْص بْن مُعَاوِيَة بْن عمرو الغلابي إتيان الأهواز، فقال لخالد: أوصني، فقال: اتق اللَّه ربك ولتحسن سيمتك [1] ، وعليك بقراءة القرآن فإنه شفاء لما فِي الصدور، ولا تكونن صخابًا ولا عيابًا ولا لعانًا ولا مغتابًا، ولا تكونن فِي الحديث إلا مجيبا، فإنك تأتي قومًا يجهلونك، فمهما تأتهم به يعرفوك به، وينسبوك إليه.
المدائني والهيثم بْن عدي عن عوانة قال: قال بلال بْن أَبِي بردة لخالد بْن صفوان، وهم منحدرون إلى البصرة: هل يستثقل عكابة النميري؟