قال حين ولي: سحابة صيف عن قليل تقشع فقال: والله لا تقشع أو تصيبه بشؤبوب.
وكان خَالِد يقول: للعدل فِي دار بلال أعز من الكبريت الأحمر فِي دار أَبِي الزرد الحنفي، وأبو الزرد الَّذِي قال له الفرزدق ما قال، وقد ذكرناه فِي خبره.
الْمَدَائِنِي قَالَ: دَخَلَ خَالِد بْن صفوان عَلَى يوسف بْن عمر، وبلال بْن أَبِي بردة يعذب، فقال خَالِد ليوسف: أصلح اللَّه الأمير هَذَا بلال بْن أَبِي بردة بْن أَبِي مُوسَى وكان أَبُو مُوسَى حلاقًا فاكتنى بموساه، وتزوج طهفة بِنْت الدَمُون، وكانت حالكة الجلد قزعة الشعر، وهي أم أَبِي بردة، وكان الدمون مقرًا بولاء الأمير، وكانت أم هَذَا أمة لأبية تخرج إلى الأسواق فيغمز الناس شاكلتها [1] ويشجها أَبُوهُ فِي الدرهم، ويضربها فقال بلال: إن أَبِي تزوج فِي أكفائه من العرب، وإن أَبَا هَذَا وعمه علقا محررتين من محررات أَهْل البصرة فَلَمَّا خاف أهلوهما أن يفضحاهم زوجوهما منهما، فهذا ابن أمة زياد، وابن عمه ابن أمة لآل معمر، وهو يستطيل عليَّ بثلاث خصال: هُوَ مطلق، وأنا أسير، والأمير علي ساخط وهو عَنْهُ راضٍ، وهو بالحيرة على طينته التي ولد عليها فهي تعرفه ويعرفها، فهو كالكلب يجترئ على باب أهله.
قال: ومر خَالِد على أَبِي الجهم القائد وهو على حمار له، فقال له أَبُو الجهم: ما هَذَا يا خَالِد؟ قال: عيرٌ من بنات الكداد [2] محملج الساقين