قَالُوا: واتخذ الفرزدق على النوار جارية سوداء فسماها مكية، ويقال بل أولدها جارية سماها مكية، فكانت إذا حَمَسَ الشر بينه وبين النوار اكتنى بها، وقال:

شاهد إذا ما كنت ذا حميه ... بدارميّ أمه ضبيَّه

سمحمح مثل أَبِي مكيه

ومدح الزنج فقال:

يا رُبَّ خودٍ من بنات الزنج ... تحمل تنورًا شديد الوهج

أغبس مثل القدح الخلنج [1] ... يزداد طيبًا عند طول الهرج

مَحَجْتُها بالعَرْد [2] أَيَّ مَحْجِ [3]

فقالت النوار: ريحها مثل ريحك. وقال للنوار:

إنْ يَكُ خالُها من آلِ حامٍ ... فَحَامٌ كان أكرم من عقال [4]

وغاب الفرزدق فكتبوا إليه يشكونها فقال:

كتبتم إلينا أنها ظلمتكم ... كذبتم وبيت اللَّه بل تظلمونها

فإلا تعدوا أمها من نسائكم ... فَإِن ابن ليلى والدٌ لا يشينها [5]

وقال للنوار وكانت أمها بخارية:

أَغَرَّكِ منها أُدْمَةٌ غريبة ... عَلَتْ لونها إن البخاريّ أحمر [6]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015