بسطام بْن قَيْس بْن مَسْعُود الشيباني فقالت له النوار: ويلك تزوجت نصرانية سوداء دقيقة الساقين على مائة بعير؟ وأخذت لحيته فجاذبها وخرج من عندها وقال:

قامت إليّ نوار تنتف لحيتي ... بنتاف جعدة لحية الخشخاش

كلتاهما أسد إذا ما أُغضبتْ ... وَإِذَا رضين فهنَّ خير معاش [1]

الخشخاش رَجُل من عنزهٌ. فقالت جعدة امرِأته: ما يريد الفرزدق مني؟

وقال الفرزدق لنوار يفضل عليها حدراء:

لجارية بين السليل عروقها ... وبين أَبِي الصهباء من آل خَالِد

أحق بإغلاء المهور من التي ... ربت وهي تنزو فِي جحور الولائد [2]

وكانت أم النوار أَمَةٌ أعجمية. وقال:

لعمري لأعرابية فِي مظلة ... تظل بروقي بيتها الريح تخفق

كأَمِّ غزال أو كدرَّة غائصٍ ... تكاد إذا مرت لها الأرض تشرق

أحبُّ إلينا من ضناك ضِفِنَّةٍ [3] ... إذا وضعت عَنْهَا المراوح تعرق

كبطيخة البستان يُعجب لونها ... صحيحا ويبدو داؤها حين تُفلق [4]

وقال أيضًا:

لو أنْ حدراء تجزيني كما زعمت ... أَنْ سوف تفعل من بِذَلِ وإكرام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015